ودعت الإدارة الذاتية الأسد، في بيان أصدرته اليوم، إلى عدم محاولة استغلال المكوّن العربي لخدمة سياسات "النظام".
وأشار البيان إلى تجاهل "النظام السوري" للواقع السوري بعد مرور قرابة عقدٍ من الزمن، لا تزال الأزمة السورية في ذروتها، ولم تتضح مساعي وجهود الحل الحقيقية حتى اللحظة، وأكثر ما يؤكد على ديمومة هذه الأزمة هو شكل التعاطي الذي ينتهجه البعض حيال الواقع السوري، حيث لا تزال هناك قوى وأطراف، وفي مقدمتها النظام السوري، تتعامل مع الواقع والمتغيرات في سوريا بتجاهل كامل لحيثياتها.
واعتبر البيان أن "هذه القراءة الخاطئة للواقع الفعلي في سوريا تؤثر بشكل كبير في تعميق الأزمة، وتزيد من معاناة السوريين".
وعبّرت الإدارة الذاتية في بيانها عن استغرابها من التعنت والإصرار على تجاهل المتغيرات في سوريا "إن ما يدعو إلى الاستغراب، وبعد كل هذه المعضلات والدمار والقتل والتشريد والاحتلال والإرهاب، هو وجود من لا يزال يؤمن بأن هذا التجاهل يمكن أن يحقق أي حلّ، علمًا أن لغة الإنكار هذه هي السبب في كل هذه المآسي".
وانتقد البيان صراحة تصريحات الرئيس السوري "إن تعليق الرئيس السوري مؤخرًا، خلال مشاركته في الاجتماع الدوري الموسع الذي عقدته وزارة الأوقاف في جامع العثمان في دمشق، بتاريخ السابع من الشهر الجاري، على بعض القضايا، ومنها تناوله غير الكامل للواقع السوري وإنكاره للتنوع السائد الموجود في سوريا، لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن الانفتاح الواجب توفره لدى كل الأطراف التي تدّعي حرصها على مصلحة سوريا وشعبها".
وأضاف البيان: "فحديثه عن التعدد والتنوع السائد في سوريا وحصره بلون واحد لسوريا، وهو الطابع العروبي البحت، لا ينسجم مع المتغيرات المطلوبة في سوريا ولا مع جهود بناء سوريا الجديدة، فهذا التناول الضيق للشكل العروبي البحت هو حالة إنكار واضحة لباقي المكونات الأصيلة في سوريا، ومحاولة لصهر هذه المكونات والثقافات والتعدد السوري الموجود من كرد، وسريان، وأرمن وشركس وغيرهم في هذه البوتقة الضيقة".
وأكد بيان الإدارة الذاتية احترامه لكافة مكونات سوريا، ولكنه انتقد محاولات استغلال أي مكون "نحن نحترم كل المكونات، ونؤكد أن العرب جزء كبير وأصيل من النسيج السوري، ولكن يجب ألا يكون هذا المكون ومن خلال استغلاله واستغلال هويته السورية منصة ينفذ من خلالها النظام سياساته، مدّعيًّا خدمة العرب، في حين أنه يخدم مصلحته فقط، فالعرب كغيرهم من المكونات يعانون من الإنكار رغم كل الكلام الذي حاول الرئيس السوري أن يؤكد من خلاله على الدور العربي".
وشدد البيان على أن "هذا الخطاب التقليدي لم يحقق منذ سنوات أي تقدم على صعيد الحل في سوريا وهي لغة غير مأمول منها تحقيق أي نتائج إيجابية".
ودعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كل الأطراف في سوريا إلى تبني "لغة تتناسب مع حالة التغيير والتنوع والواقع الموجود فعليًّا، فالإنكار بحق أي من الشعوب والمكونات المتعددة في سوريا يلغي غناها المجتمعي والثقافي والديني، وهذا الإلغاء لا يخدم مستقبل سوريا ووحدة شعبها، بل يسهّل كل إجراءات تفتيت وحدتها المجتمعية".